الملفت للنظر أنّ الإنسان الحريص يطلب الغنى من خارج ذاته ووجوده في حين أنّ أصل الغنى وحقيقته يجب أن يحصل عليها الإنسان من داخله.
وقد سُئل أحد العلماء عن حقيقة الغنى وعدم الحاجة والفقر فقال : أن تقصر من آمالك وترضى بما قسم لك.
وفي الحديث الشريف الوارد عن رسول الله وكذلك عن أميرالمؤمنين أيضاً نقرأ هذا المضمون السامي في دائرة القيم الأخلاقية والمعنوية «خَيْرُ الْغِنىَ غِنَى النَّفْسِ»(1).
وفي رواية اُخرى عن رسول الله أنّه قال: «الْغِنَى فِي الْقَلْبِ، وَالْفَقْرُ فِي الْقَلْبِ»(2).
أجل فإذا كانت روح الإنسان تعيش الجوع المعنوي بسبب الحرص فإنه لو ملك هذا
الإنسان الدنيا بحذافيرها فإنه يعيش فقيراً كذلك، ولو أنّ روحه كانت تعيش الغنى الذاتي ولم يجد في نفسه الحاجة والطمع فإنه لو سُلب منه جميع ما في الدنيا فإنه يعيش الغنى كذلك.
1. الأمالي للصدوق، ص 394; غرر الحكم، ح 4949.
2. بحار الأنوار، ج 69، ص 68.
المصدر: الاخلاق في القرآن
دمتم بود